مسؤوليتنا في التفسير

إن تفسيراتنا للكتاب المقدس تخضع لسلطان الكتاب المقدس بحيث لا يكون الكتاب المقدس خاضع لتفسيراتنا. يجب أن نكون حذرين في كيفية فهمنا لهذا الأمر. فنحن لا نريد أن نشير إلى أننا لا نقدر أن نفهم الكتاب المقدس بدقة، حيث أننا نفهم الكتاب المقدس بشكل صحيح ونعيد صياغة تعاليمه بطرق قد تختلف عن المفردات التي يستخدمها الكتاب المقدس. على سبيل المثال، كلمة "ثالوث" كتلخيص لما يعلّمه لنا الكتاب المقدس عن الله، حتى عندما لا يستخدم الكتاب المقدس كلمة الثالوث، إلا أننا نفهم أن تفسيرنا هو تفسير دقيق. ولكن يجب علينا دائمًا أن نسمح لتفسيرنا أن يخضع للكتاب المقدس نفسه. من الممكن أن نخطئ التفسير. من الممكن ألا ننتبه لكل البيانات المتعلقة بالموضوع. من الممكن أن توجد معلومة نغفلها عن الحالة التاريخية للنص الأصلي نفسه. لذلك، يجب أن نفهم دائمًا أن تفسيراتنا قابلة للمراجعة في ضوء ما يعلّمه الكتاب المقدس، ونرجع إلى ذلك السلطان المرة تلو الأخرى لنصحح التفسيرات التي من الممكن أن نكون قد أساءنا فيها، والتفاصيل الدقيقة التي أغفلناها.

وفي هذا الأمر، يكون تعليم تاريخ الكنيسة مفيد جدًا، لأنه يشير إلى الطرق التي وصل الناس من خلالها إلى العقائد الرئيسية بشكل صحيح عبر تاريخ الكنيسة، كما يشير إلى الطرق التي أخطأ الناس بها فيما يختص بالعقائد الأساسية. وهكذا، ننضم إلى جمهور من الشهود، وكم من الإرث المختص بتسليم الكتاب المقدس. وبالتالي فنحن لسنا نفسر الكتاب المقدس بطريقة جديدة تمامًا، بمعزل عن سياق الألفي سنة تقريبًا من تاريخ الكنيسة. يمكننا أن نصحح تفسيرنا عن طريق النظر إلى ما كان لدى مفسري الكتاب المقدس الصالحين ليقولوه عبر السنين، واستخدامهم كشركاء في الحوار، لكننا دائمًا نتجه للكتاب المقدس نفسه على أساس كونه السلطة النهائية.